الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية سياسيون وخبراء يكشفون : هذه الأطراف التي قصدها قيس سعيد في خطابه حول "مؤامرات الظلام"

نشر في  19 ديسمبر 2019  (18:29)

تساؤلات عدة طرحها خطاب الرئيس التونسي، قيس سعيد، في سيدي بوزيد، خلال إحياء الذكرى التاسعة للثورة.

خلال الخطاب، الذي حمل دلالة قوية من ساحة الشهيد محمد البوعزيزي أمام جمع غفير من التونسيين والتونسيات، أعلن الرئيس تاريخ 17 ديسمبر، من كل سنة عيدا وطنيا للثورة، على عكس ما كان يردد بأن عيد الثورة هو 14 جانفي الثاني.
إشارة أخرى تطرق إليها الرئيس أيضا بتأكيده على الالتزام المستمر بتحمل المسؤولية التي أوكلت إليه، وبتحقيق مطالب المواطنين وحقهم في الحرية والشغل والكرامة الوطنية في إطار الشرعية الدستورية، مهما كانت المناورات التي تحاك في الظلام، وهو الأمر الذي فتح الباب لتأويلات عدة.
سياسيون وخبراء، يرون أن تصريحات الرئيس تزيد من التوترات في الفترة المقبلة بشكل كبير، خاصة في ظل التعقيد الحاصل في المشهد السياسي وعدم القدرة على تشكيل الحكومة.

في البداية قالت هالة عمران، عضو البرلمان السابق والقيادية بحركة تحيا تونس، إن حديث الرئيس بحاجة إلى توضيح أكثر.

أضافت في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "خطاب الرئيس في السابع عشر من ديسمبر والحديث على أنه تاريخ الثورة الحقيقي يحمل الكثير من الدلالات، ويحدث نقلة نوعية، خاصة أن محافظة سيدي بوزيد سعت وراء هذا المطلب لأكثر من سبع سنوات".

يذكر أن 17 ديسمبر، هو تاريخ إحراق محمد البوعزيزي نفسه، الحادث الذي كان سببا في إشعال ثورة الياسمين في تونس.

وأوضحت أن "إشارة الرئيس إلى أن 14 جانفي كانت محاولة لإجهاض الثورة التونسية، يعطي مؤشرات على الصراع الدائر بين بعض الأطراف في الداخل التونسي حول هذه التواريخ، كما أن حديثه عن المؤامرات لم يوضح بشكل قاطع ما هي هذه الأطراف التي تقف وراء تلك العمليات".

وطالبت عمران "بضرورة توضيح ما تحدث عنه الرئيس، خاصة أن التصريحات من شأنها تعكير الأجواء في تونس، في ظل الغموض الذي يسيطر على المشهد، خاصة أن الرئيس لديه شعبية كبيرة في تونس، ويمثل وحدتها، ما يعني أنه أصبح قادرا على تخطي المشهد الغامض".

وترى عمران أنه من المؤكد ضلوع بعض الأطراف الخارجية في محاولات إفشال التجربة التونسية، باعتبارها الشمعة المضيئة الوحيدة في الربيع العربي.
الإشارة إلى وجود أزمة داخل البرلمان التونسي تؤكدها حالة عدم التوافق بين الكتل صاحبة المقاعد الأكثر، خاصة أن قلب تونس لا يتوافق مع حركة النهضة، وهو ما شددت عليه عمران بقولها: "أن هناك أزمة حقيقة داخل البرلمان الحالي، خاصة في ظل انسحاب حالة التأزم السياسي إلى ساحة البرلمان، وأن رئيس الجمهورية عليه الوقوف أمام المحاولات الخارجية التي تؤثر بشكل كبير على المشهد الداخلي الآن".
الوضع في ليبيا والجزائر يلقي بظلاله على المشهد في الداخل التونسي أيضا، وهو ما أوضحته عمران بأنه يجب الانتباه إليه وألا يكون مدخلا لبعض التأثيرات على الداخل التونسي.

في ذات السياق يقول المحلل السياسي منذر ثابت، إن "قول الرئيس فيه الكثير من الغموض، خاصة في إشارته إلى أن بعض مراكز القوى تستهدفه شخصيا وتستهدف البرنامج الخاص به".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "قول الرئيس يفهم منه أن بعض الأطراف الداخلية هي من تقود هذه المؤامرات، وأنه استعمل لغة الحشد ضد هذه الأطراف في خطابه".

ويرى ثابت أن "الرئيس لا زال يتحدث في سياق خارج المنظومة باستخدام لغة الحشد الجماهيري، في حين أن قوله بأن الجميع يعلم تلك الأسماء يمثل إشارة قوية لبعض مراكز القوى في الداخل".

حديث الرئيس عن أن 17 ديسمبر هو تاريخ الثورة الحقيقة حمل إشارات عدة، منها ما يراها ثابت أنها موجهة إلى كافة الأحزاب والقوى السياسية التي جاءت بعد الثورة وعلى رأسها حركة النهضة .

ويشير ثابت إلى أن "الرئيس أشار إلى أن الحراك الذي خرج ضد النظام عانى من الالتفاف عليه، وأن الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية الفشل الذي حدث طيلة الفترة الماضية".

وحذر من أن الساحة التونسية يمكن أن تشتعل في أي لحظة في ظل وجود العوامل التي تساعد على ذلك من ارتفاع نسب البطالة والفقر والدين العام وحالة الغليان الحاصلة في الأوساط المجتمعية.

ويمنح الدستور الصادر في 27 جانفي 2014 رئيس الجمهورية مهمة ضبط السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي المتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني.